بيان اتحاد علماء بلاد الشام

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }.[الحج39]
وقال سبحانه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.[الحج40]
تعيش أمتنا العربية والإسلامية اليوم رغم جراحها فرحة النصر، وعزة قوة الحق التي صنعها الأبطال في المقاومة الفلسطينية، وهم يجودون بأرواحهم رخيصة في سبيل تحرير أوطانهم ومقدساتهم من رجس الاحتلال البغيض من خلال (طوفان الأقصى).
لقد عاث الاحتلال الصهيوني فساداً في الأرض، تعجز الكلمات عن وصفه تدنيساً للمقدسات، واعتداءً على الحرائر، والأطفال، وحصاراً لأهل غزة يمنعهم من أدنى حقوقهم الإنسانية.
وكان منه ما كان أخيراً من تحريض الحثالة من المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى، وكذلك الاعتداء على الحجاج المسيحيين.
كل ذلك على سمع وبصر الولايات المتحدة الأمريكية، والدول والمنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، ونشر السلام ولكن التجارب أثبتت أنها شريكةً للصهاينة في دعم مشاريعهم الاستيطانية، وتصرفاتهم البربرية.
ولما قام الشعب الفلسطيني للدفاع عن حقوقه المشروعة في كل الأديان والقوانين سمعنا الأصوات تتعالى بالتنديد، من خلال بيانات وزارات الخارجية، و معلنةً رفض العالم المتحضر لهذه التصرفات الوحشية !!
فوا عجباً كيف تقلب الحقائق، وتزيف المشاهد !!
إن الشعب الفلسطيني صاحب حق، لا يستجدي أحداً، ولا يعتدي على أحد، ولطالما طالب الفلسطينيون بحقوقهم من خلال الهيئات الدولية، ولم يجدوا نتيجةً لذلك إلا زيادة التجبر والتكبر الصهيوني.
صبر الشعب الفلسطيني، لم يصبر عن ضعف ولا عن هوان، وها هو بعد الصبر بركان غضبه لن يكون مجرد رد فعل، بل سيكون بركاناً يدمر المعتدي وإعصاراً يعصف بالوجود العدواني، ويعيد الأمور إلى نصابها.
بارك الله بالنفوس الأبية، والسواعد القوية، والبذل السخي المثمر، الذي أعاد الأمل إلى الأمة بعد أن استبد اليأس بكثير من أبنائها، ولأول مرة يرى العالم أن أصحاب الحق من الشعب الفلسطيني يلقنون العدو الصهيوني درساً مريراً وأنهم لن يناموا على ضيم.
إن العالم الحر وشعوبه يقف اليوم مع الشعب الفلسطيني، ومع المقاومة الفلسطينية معلناً رفضه للاستكبار والقرصنة التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها على دول العالم.
وعلى المحتل الصهيوني المعتدي أن يدرك أن ما يجري هو المرحلة الأولى لانفجار البركان في وجه الطغيان والعدوان الصهيوني، وأنه ما لم يقف العدو عن عدوانه فإن توهمه لاستقرار وأمان أبنائه سيبدده أحرار فلسطين، وأن انتصار أهل الحق وعد رباني لن يتخلف حتى وإن تأخر إلى أجل معلوم (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) . [الحج40]
وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله، قال تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ). [التوبة14]
والله أكبر والنصر للأقصى وفلسطين
دمشق في 24ربيع الأول 1445هــ الموافق لـــــ 9 تشرين الأول ٢٠٢3م
اتحاد علماء بلاد الشام