بيان صادر عن اتحاد علماء بلاد الشام حول المجزرة المروعة في غزة

بيان صادر عن اتحاد علماء بلاد الشام حول المجزرة المروعة في غزة بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً) إن اتحاد علماء بلاد الشام يدين بأشد العبارات أعمال الإجرام والقتل والهمجية التي يقوم بها كيان العصابات الصهيونية الآثمة ، لاسيما المجزرة الأخيرة التي استهدفت فيها قوات الاحتلال أرواح الأبرياء من نساء وأطفال ومرضى في جريمة شنيعة لم تعهد البشرية مثيلاً لقبحها في المشفى المعمداني بغزة، منتهكة بذلك كل القوانين والأعراف وأبسط مبادىء الإنسانية، ومعبرة عن حقيقة هذا الكيان الوحشي الذي تأسس على العدوان والاحتلال وسفك الدماء. كماأن الدول الداعمة والراعية لهذا الكيان الغاصب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تتحمل المسؤولية المباشرة عن كل قطرة دم تسيل اليوم في قطاع غزة بل هي شريكة فيها، حيث أظهرت هذه الدماء الزكية كذب الغرب في ادعاءاته حول حقوق الإنسان، وأسقطت عنه قناع الإنسانية الذي يحاول أن يخدع به الشعوب والدول. وأما لأهلنا الصابرين في غزة ولذوي الشهداء والجرحى وللمقاومين ، نقول لكم : إن ألمكم ومصابكم ووجعكم هو في قلب كل عربي ومسلم ومسيحي وحر شريف في هذا العالم، وإن طريق تضحياتكم هو بإذن الله طريق النصر ، وإن من يرتقي منكم شهيداً هو بإذن الله في الفردوس الأعلى من الجنة ، وقد أعدّ الله لهم مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر ، كمابشّرنا بهذا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وأنهم كماوصفهم الله في كتابه : (فرحين بماآتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا يحزنون) وأن كل جريح ومصاب سيشهد يوم القيامة بدمه على إجرام القتلة المعتدين، حيث يأتي أصحاب الجراح يوم القيامة بجراحهم لونها لون الدم وريحها ريح المسك كماأخبر النبي عليه الصلاة والسلام. نسأل الله للأبطال في فلسطين النصر والتمكين، وللشهداء الرحمة وجنات النعيم، وللجرحى الشفاء والعافية وللمصابين وذويهم الصبر والسلوان. (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) اتحاد علماء بلاد الشام دمشق في ٣/ ربيع الآخر/١٤٤٥ هجري الموافق ١٨/١٠/٢٠٢٣