بيان اتحاد علماء بلاد الشام حول اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى

بيان اتحاد علماء بلاد الشام حول اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه أجمعين وبعد: فإن الكيان الصهيوني المحتل ما يزال يعبث بالحرمات، وينتهك المقدسات، ومازال يعتدي على الحجر والبشر في أرض هي من أقدس بقاع الأرض، وأشرفها، وما ذلك الفساد والإفساد إلا تصديقاً لقول الله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) [سورة اﻹسراء 4]. لقد شاهد العالم كله تلك الصولة المقززة لجنود هذا الكيان المحتل، وهي تدنس حرمة المسجد الأقصى، وتعتدي على المصلين والمعتكفين العابدين في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، غير آبهين بحرمة المكان، ولا بحرمة الوقت والزمان، ولا بكرامة الإنسان. يساعدهم على ذلك الطغيان صمت دولي مريب، ومنظمات دولية أصبحت ألعوبة بين أيدي الصهاينة المجرمين وحلفائهم. وإن اتحاد علماء بلاد الشام، إذ يدين بشدة هذا الإجرام والتعدي على الحرمات، فإنه يذكر بالموقف الثابت للشعب والقيادة في سورية وهو الوقوف مع القضية الفلسطينية العادلة، باعتبارها القضية الكبرى للأمة، ويذكر بوعد الله الذي يبشر به المرابطين الصامدين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، حيث يقول الله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) [سورة اﻹسراء 7]. لقد شاهد العالم تلك الهمجية التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد المصلين والمعتكفين داخل المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بمايتعارض مع كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية والأخلاقية، حيث تستمر هذه الانتهاكات من فترة لأخرى دون رقيب ولا حسيب وسط ازدواج المعايير الذي ينتهجه مايسمى بالمجتمع الدولي، وإن اتحاد علماء بلاد الشام يؤكد على مكانة وحرمة المسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية وأن صونها والدفاع عنها واجب كل عاقل وشريف ومنصف في هذا العالم، وأن نصر الله عزوجل آت لامحالة لمن ينصرون الحق ويذودون عنه بأنفسهم وأموالهم ومواقفهم، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون) اتحاد علماء بلاد الشام دمشق ١٤ رمضان ١٤٤٤ هجري الموافق ٥ نيسان ٢٠٢٣ ميلادي