بيان اتحاد علماء بلاد الشام باستنكار إحراق المصحف في السويد

بسم الله الرحمن الرحيم بيان اتحاد علماء بلاد الشام باستنكار إحراق المصحف في السويد في أول أيام عيد الأضحى المبارك الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وبعد: فيقول الله عز وجل :{ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[ المائدة 15-16]. وقال أيضاً: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف 8]. ولا شكّ أنّ الله عز وجل أرسل الرسل، وأنزل الكتب السماوية لتكون نبراس هداية ورحمة للناس، ليرحم بعضهم بعضاً، و ليتعاونوا على البرّ والتقوى، فكانت محلّ احترام وتقديس من كل أتباع الشرائع السماوية، وذلك لإيمانهم بخالق الكون منزل الكتب ومرسل الرسل، ولعلمهم بأنّ الله عز وجل لا يأمر إلا بما فيه خير البشرية، ولا ينهى إلا عمّا يضرهم ويفسد حياتهم. ولكنّ أدعياء الحرية والليبرالية الحديثة الذين يروّجون للتحلّل من الأديان والقيم والمبادىء والأخلاق والعادات والتقاليد يجددون في كل يوم عداءهم للشرائع والأديان السماوية عبر أساليب مختلفة، لأنهم يعلمون أنه لا يمكنهم تنفيذ مآربهم إلا في غياب التوجيه الإلهي عبر الكتب السماوية، وخاصّة القرآن الكريم، ويقومون بشحن أتباعهم بمعاداة الإسلام والمسلمين بشتى أنواع الحقد التي ترسخ العداء والعنف في دعوة صريحة لإشعال الفتن بين الشعوب والأمم، وآخرها إحراق المصحف في السويد في أول أيام عيد الأضحى المبارك (عيد المسلمين) في انتهاك صارخ للأعراف والتقاليد الدولية، وتعمُّد واضح لإثارة مشاعر المسلمين في العالم، والذي يستدعي ردّ المسلمين على ذلك ، فيثير الشعوب ويرسخ الاسلاموفوبيا لدى الغرب، في محاولة رعناء أضحت واضحة الأهداف والمعالم. وإنّ اتحاد علماء بلاد الشام يستنكر هذه الحادثة التي تكرّرت على مرأى ومسمع من السلطات السويدية، والحكومات الغربية والتي تثير مشاعر المسلمين في أنحاء العالم. وإنّ الغرب الذي يرتكب الجرائم التي تروّج لتدمير الأسرة ونشر المثلية الجنسية والانحلال الأخلاقي يضيف اليوم إلى سجلّ جرائمه جريمةً أخرى وهي المساس بحرية الاعتقاد وتدنيس المقدسات بازدراء الأديان بين شعوب الغرب في محاولة يائسة لسلخ الناس عن الرسالات السماوية، والتوجيهات الإلهية التي تأخذ بيد الناس إلى السعادة الدنيوية و الأخروية. وإنّ ما يفعله الغرب اليوم يتناقض مع الجهود الدولية الرامية إلى نشر ثقافة التسامح بين الشعوب والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوّض الاحترام الضروريّ للتعامل بين الدول. وإن اتحاد علماء بلاد الشام في استنكاره لهذه الواقعة البغيضة يحمّل الحكومات الغربية نتائج مثل هذه التصرفات الرعناء الداعية إلى إثارة الفتن ونشر التطرف في العالم. دمشق في 11/ ذي الحجة /١٤٤٤ ه الموافق لــــ 29/حزيران/٢٠٢٣م